هل تخاف من الحديث عن الموت؟
١- ربما لا ندرك بوضوح ان هناك اختلاف بين موضوع الموت وموضوع الحوار حول الموت. فالحوار حول الموت يتضمن مشاعرنا، أفكارنا، مخاوفنا، قصص الموت في أسرتنا، إرث الأسرة، قيمنا فيما يتعلق بالموت.
٢- الحوار حول الموت وكيفية رغبتنا في مغادرة الحياة، يحكي في الحقيقة الكثير عن الحياة وكيفية رغبتنا في أن نعيش حياتنا وربما هذا ما لا ندركه!
٣- عدم الشعور بالراحة حول التحدث عن الموت عامة وعن موتنا تحديداً، متعلق بمجموعة من الأفكار أهمها أن الموت فناء، وعذاب، وأن الحديث عن الموت يقرّب ساعة موتنا. وكلها أفكار غير صحيحة تحتاج إلى نقاش!
٤- جائحة كورونا قربت من أبوبنا حقيقة الموت، وجعلتنا في مواجهة قريبة معها، ومعها قربتنا من كل المخاوف المتعلقة بالموت وبدأت مشاعر التوتر والقلق تتسلل وتتنامى في داخلنا دون ادراك! وبقينا غير قادرين على التحدث عنها لانها مرتبطة بفكرة الموت.
٥- فعندما يتعلق الأمر بمفهوم الموت نحن ننقسم إلى قسمين في الغالب في التعامل معه، إما الإدراك العميق، أو التجاهل العميق.
٦- الإدراك العميق يعني أن نعي أن الحديث عن مشاعرنا وأفكارنا حول تجربة الموت تختلف عن الموت بذاته.
٧- الإنكار يعني أن نصمت حين يأتي ذكر الموت، وأن ندفن مشاعرنا وأفكارنا المتعلقة به باعتبارها مشاعر غير مرغوب فيها ولا أحد يرغب في الاستماع لها.
٨- اختيار أياً من القسمين في التعامل مع مفهوم الموت غالباً ما يكون امتداد لإرث أسري طويل من القيم والمفاهيم الدينية والاجتماعية والحياتية ولكنه بالطبع قابل للتغيير.
٩- المهم في ذلك أن ندرك أن فكرة الموت مرتبطة بفكرة الحياة، وأننا بالفقد بإمكاننا أن نفقد أنفسنا أو أن نعيش حياتنا وحياة من فقدنا معاً.
١٠- والأهم من ذلك أن ندرك أننا نحدد نوعية موتنا بنوعية الحياة التي نعيشها، وأننا لو ناقشنا نوعية الموت التي نرغب بها لادركنا نوعية الحياة التي ينبغي لنا أن نحياها.
Comments